أخبار الدفاع المدني اللبناني


إطبع هذه الصفحة
Jun 28, 2024

الدفاع المدني يشارك في مناورة حية لجامعة الحكمة عن إدارة الازمات في ساحة بلدية جونية


نظمت كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الحكمة، صباح اليوم، محاكاة حية حول إدارة الأزمات، بالتعاون مع الجيش اللبناني (الفوج المجوقل، القوات الجوية، الشرطة العسكرية)، والصليب الأحمر اللبناني، والمديرية العامة للدفاع المدني، وبلدية جونية واتحاد بلديات كسروان الفتوح.

أقيمت المناورة في ساحة بلدية جونية وحضرها المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار ممثلا وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي، النائب شوقي الدكاش، جوزف نعيم ممثل النائب سليم الصايغ، قائد الجيش العماد جوزاف عون، رئيس أساقفة بيروت وولي جامعة الحكمة المطران بولس عبد الساتر، رئيس بلدية جونية ورئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش، رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوان الزغبي، رئيس الجامعة البروفسور جورج نعمة وعميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية البروفسور أنطونيوس أبو كسم وشخصيات ديبلوماسية وعسكرية ودينية ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة والأهالي.

بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية لراشيل ملحم، تحدث رئيس بلدية جونية موجها الشكر لقادة الأجهزة التي شاركت في المناورة وضباطها وعناصرها، ومشددا على أهمية التعاون الذي حصل لانجاح المحاكاة. وأكد "الدور المهم والأساسي لهذه المناورة من اجل التنسيق المسبق بين الأجهزة المعنية في حال حدوث اي طارئ ".

ابو كسم

بدوره، القى أبو كسم كلمة أشار فيها إلى أن "وطننا لبنان، يقع في منطقة أزمات سياسية وأمنية وكوارث طبيعية. وللأسف، يشهد لبنان نزاعات مسلحة، أحياناً دولية بسبب احتلال أراضيه وأحياناً غير دولية بسبب الإرهاب. إن موجب الجهوزية لا يقع فقط على مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والإدارية، بل إن التضامن المجتمعي لدولة متحضرة مبنية على مبادئ المواطنة، يحتم مشاركة المجتمع الأهلي وعلى رأسهم القطاع الأكاديمي والتربوي".

اضاف: "إن مسألة الاهتمام بمواجهة الكوارث بعد فاجعة انفجار مرفأ بيروت أتت وفقاً لمشيئة صاحب السيادة المطران بولس عبد الساتر السامي الاحترام وعلى قدر عزم البروفسور جورج نعمة رئيس الجامعة لتتألق الحكمة جامعة رائدة ومبادرة، وبناءً على تصميم كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الحكمة على المشاركة في تحمل المسؤوليات الوطنية إلى جانب مؤسسات رسمية طوعية، قد ولدت هذه المبادرة التي تقوم على التعاون من أجل مجتمع آمن يحترم حقوق المواطنين وسلامتهم واستقرارهم".

وأوضح أبو كسم "ان من أهداف هذا التمرين المشترك، تحفيز روح التطوع لدى شاباتنا وشباننا، لكي ينخرطوا في المؤسسات العسكرية والأمنية والإسعافية والإنسانية والخدماتية والإنقاذية، ولكي يرى الرأي العام هؤلاء الشابات والشبان الذين يدافعون عن أمن المواطن ويسعفون الجرحى منهم ويقدمون الإغاثة للمصابين والمنكوبين منهم، ويرممون منازل المصابين".

ووجه أبو كسم "تحية للجيش اللبناني، الذي استحق في عهد العماد جوزاف عون لقب جيش الكرامة والتضحية والإنسانية، حيث كان الجيش حاميا لأمن المواطن وصحته ومعيشته خلال جائحة كورونا ونكبة آب في قلب الأزمة الاقتصادية. لا أحد ينسى الصليب الأحمر اللبناني، المسعف الإنساني الأول من دون منافس الذي لم يميز يوماً ما بين غني وفقير أو بين مدعوم أو مواطن مهمل. لا أحد ينكر جهود الدفاع المدني الذي لم يقصر يوماً بتنفيذ مهام تعجيزية رغم إمكانياته المتواضعة، فتحية وألف تحية لمتطوعي الدفاع المدني المثبتين وغير المثبتين الذين ما زالوا يقدمون خدماتهم مجاناً منذ سنوات إيماناً برسالة خدمة المجتمع وصونه. وهنيئاً لجبل لبنان ببلدية جونية، مثال يحتذى به كمؤسسة في تطور دائم، وتحاول شرطة بلديتها بالتعاون مع شرطة الاتحاد أن تمارس مهامها الكاملة دونما نقصان، فهي شرطة وقائية وشرطة زجرية في نفس الوقت، وهكذا يجب أن تكون الحوكمة المحلية التي ترتكز على مبدأ اللامركزية حيث أن البلدية هي أهم نموذج عن النظام اللامركزي في علم القانون الإداري".

واكد ابو كسم على "ان هذه المناورة التي تشهدها اليوم هي عينة لشراكة القطاع الخاص والمجتمع المدني مع القطاع العام وقطاعات المنفعة العامة، حيث سينتج عنها:

أولاً، مبادرات أكاديمية مع مؤسسات عامة وإدارات عامة لحماية منشات عامة خلال الأزمات أو الكوارث.

ثانياً، تحضير كتيب إرشادي كدليل للقطاع الخاص والقطاع العام. وللمجتمع المدني وللمواطنين بشأن الخطط والخطوات الواجب اتباعها في حال حدوث ازمات أو او كوارث.

ثالثاً، نقترح أن يتم إدخال موضوع إدارة الأزمات في مقررات التربية المدنية في المدارس، حيث يشكل هذا الموضوع أحد أركان المواطنة الصالحة القائمة على مبدأ التضامن الاجتماعي والتعاون لمساعدة الآخر".

وختم: "ان عناية سيدة لبنان على تلال حريصا، تمتد حمايتها ليس فقط إلى جونية عروس لبنان وخليجها، بل إلى كامل تراب الوطن، فلنتضرع لها لتبعد الحروب والكوارث عن لبنان، وتحمي أبناء الجنوب الحبيب، وترحم أنفس المتطوعين الشهداء الذين بذلوا حياتهم لحماية لبنان وإنقاذ أهله".

مرعب

ثم تحدثت نائبة عميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتورة سالين مرعب، عن معنى كلمة "ازمة"، مشيرة الى انها "في التركيبة اللغوية الصينية، تقسم هذه الكلمة إلى قسمين، القسم الاول ويعني "خطر" والقسم الثاني ومعناه "فرصة".

وقالت: "ان الخطر امر طبيعي نعيش في هاجسه كل لحظة، ولا سيما في لبنان. اما الفرصة، فتؤكد التحدي، واهمية اتخاذ القرارت خاصة تحت الضغط. وهنا يدخل الشق العملي ان نتبع المعايير والمبادئ الاساسية وننفذها باحترافية على ارض الواقع".

واشارت إلى أننا "بالتعاون مع الأطراف التي لديها المؤهلات والمستلزمات الضرورية لإيجاد الحلول، وصلنا إلى مناورة اليوم، انما الحل النهائي يكمن في التعاون والتنسيق مع كل الاطراف المعنية".

ولفتت مرعب إلى أهداف المناورة:

"اولا، انها بداية لمرحلة اساسية وتأسيسية لمتابعتها وانتشار هكذا تمارين في كل المناطق. ونحن نحث البلديات على اهمية خلق خلية ازمة قبل وقوعها.

ثانيا، التأكيد على اهمية الروح التطوعية لا سيما الشباب لتوسيع نشاط الاستجابة ونطاقه على كل الاراضي وبطريقة اسرع.

ثالثاً، خلق وعي مجتمعي وان يكون المواطنين على جهوزية readiness و استعداد preparedness لمثل هذه الاحداث".

واوضحت مرعب ان "مناورة اليوم ومدتها 46 دقيقة فقط، انما استلزمت 4 اشهر لتنفيذها"، مشددة على انها ليست "مجرد استعراض مهارات وعرض قوة، بل في الحقيقة هي ضرورة، ونحنا مصرون على اهمية استمرار هذه المبادرة سنة بعد سنة، لتتحول ل hub خاص بحل الازمات، اي مركز يجمع بين الناحية العلمية - الاكاديمية من خلال الجامعة، والناحية العملية عبر تطبيق اهم المعايير والحلول لمثل هذه الاحداث. اذ ان هدفنا ان نخلق تجمعا لنخبة من الناس والمنظمات الحكومية وغير الحكومية لاتباع استراتيجية وقائية فعالة على المديين القصير البعيد".

المناورة

ثم بدات المناورة التي كانت عبارة عن انفجار حصل في الشارع أدى إلى وقوع قتلى وجرحى، وانتشار النار والدخان، وبدء وصول الفرق المعنية الخاصة بوحدة ادارة الازمة والدخول تباعا إلى ساحة الحدث، لتحديد الناجين والمصابين ثم بدء عمليات الإنقاذ للأفراد من المركبات والمباني(الصليب الأحمر والدفاع المدني..) ، ثم مكافحة الحرائق وتقديم الإسعافات الأولية الميدانية، ثم تدخل القوات الجوية لإجراء استطلاعات جوية لتقييم الأضرار وتحديد المناطق الحرجة ونقل الحالات الحرجة الى المستشفيات، بعدها دخول فوج المجوقل لتولي القيادة والسيطرة وإجراء التقييمات الميدانية والبحث والإجلاء والإنقاذ عبر استخدام الحبال، ثم دخول الشرطة العسكرية قسم الأدلة الجنائية لجمع الأدلة والعينات وبقايا المتفجرات، وايضاً قسم التحقيقات لتحليل الأدلة واستجواب المشتبه بهم.

تلا المحاكاة عرض للفوج المجوقل بالتعاون مع القوات الجوية في الجيش.

إشارة إلى أن التحضير لهذه المناورة تم مع المؤسسات المشاركة، ضمن إطار مادّة إدارة الكوارث والأزمات في ماستر العلاقات الدبلوماسية وفنّ التفاوض في كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الحكمة، بهدف تعزيز الإستعداد والتنسيق بين الجهات المستجيبة الرئيسية في أوقات الأزمات والكوارث.